سر البيلون الحلبي الخميس - 18 آب - 2011 - 11:40 بتوقيت دمشق
التفاصيل
و أجاب عن هذا التساؤل قائلا في مقالته : سألني أحدهم عن كلمة ( بيلون) هل هي لفظة عربية أم أعجمية ، و إذا كانت عربية فلماذا لم يرد ذكرها في أمهات المعاجم اللغوية العربية كالصحاح و النهاية ، و القاموس ، و لسان العرب ، والمخصص و غيرها ؟ و إذا كانت أعجمية فإلى أي اللغات تنتسب ؟ و للإجابة على سؤاله وجدت من الضروري مراجعة المعان التاريخية ، و الجغرافية ، و الطبية ثم اللغوية و هذا ما وجدته و اعتقد أن فيه الجواب الكافي . (( البيلون)) كلمة يستعملها الحلبيون كثيراً لأنها مادة لها استعمال أهلي في البيوت و في الحمامات وفي دكاكين العطارين ، و في دكاكين الكوايين و تدخل في تداوي بعض أمراض الجلد ، وهي غضارية ، لونها يميل إلى السمرة الحمراء ، و ملمسها ناعم ، و فيها خاصية الامتصاص للماء فتذوب فيه و تتحول إلى رسوب طيني ( قلوي التعامل) . أما خواصه : فإن قطعة منه إذا ذوبت في الماء تطير طيناً ثم وضع جزء منه على بقع الزيت والسمن أو الدهن ، سواء أكان محل البقع صوفاً و قطناً أو حريراً أو كتاناً و ترك الطين حتى ينشف و ييبس ثم يفرك ترابه أزال آثار البقع المذكورة تماماً . و علاوة على هذه الفائدة فإن النساء و الرجال يستعملون طينة في الحمام ، النساء لتنظيف شعورهن و تطرية أجسامهم ، وإزالة ما قد يصاب به الجلد من احمرار ، أو حكة ، أو بثور ، والرجال يستعملونه لتنظيف قشرة جلد الرأس و ترطيب البدن ، و تستعمله الحبالى أكلا نيئاً أثناء الوحام ، و بعض الأطفال يأكلونه أيضاً لسد حاجاتهم من المواد القلوية ، إذا أصيبوا بنقصها ، لضعف ناشئ عن وجود الديدان في أمعائهم . و البيلون يشكل حجراً غضارياً ، طينياً ، من نوع الصلصال الثقيل الوزن ، و لكن لا يصلح لعمل الفخار ، و يستخرج من طبقة أرضية عميقة كثافتها لم تسبر ، وهي واقعة في قرب منطقة دير الجمال ونبل ، و كعشتار التابعة لقضاء إعزاز و تبعد عن حلب مقدار أربعين كيلو متراً . و لخواصه الجلدية الكثيرة ، يتفنن الحلبيون في تصنيعه ، فيطحنون أحجاره دقا ناعماً و يجبلون ترابه بماء الورد و يضيفون إليه قشر الورد و الدريرة و يعجنونه و يعملون منه كعكات مستديرة و اسطوانية و ييبسونها و يعدونها للاستعمال . ولتعطير الجسم و الشعر و ترطيبه تنقع الكعكة في الماء قبل ساعة حتى تذوب و يدهن بها البدن ويحشى شعر الرأس مدة ساعة أو ساعتين ثم تزال بالماء ، و يكون ذلك غالباً في الحمام و بعد أن يغسل البدن و الشعر بالصابون مرات عديدة . و أما خواصه في الطبابة فلا يدخل في الطب الحديث ، ولكن بعض الكتب القديمة أشارت إلى استعماله في بعض أمراض الجلد كالانجريه ، و الاكزيما و البثور ، وفي الحصف المعدي . فما أصل هذه الكلمة ؟ إن المعاجم اللغوية العربية لا تذكر عن لفظة ( بيلون) شيئاً ، و قد فتشت عنها بالقاموس و في لسان العرب ، و في المخصص ، و في النهاية ، و في الصحاح ، و في كتاب الأسماء المعربة فلم أجد من بحث عنها . فمن أين جاءت ؟ ذُكر الشيخ محمود بن محمد البيلوني المتوفي 1150 وهو الواقف لحمام ( موغان) المعروفة بحمام البيلوني وله أوقاف كثيرة . إذاً يتضح مما تقدم أن البيلوني و لفظة البيلون كانت معروفتين في عام 99 هـ ومن ذلك الحين حتى وقتنا الحاضر . و يخطر على البال سؤال آخر وهو : أن البيلون موجود في طبقات ارض منذ أن تكونت هذه الطبقة الغضارية من أقدم العصور الجيولوجية ولا يعقل ، أن العرب لم يعرفوه بعد فتح مصر و سوريا والعراق . فلماذا لم يرد لفظه في كتبهم اللغوية و لا كتبهم الأدبية مع العلم بأن الحمّام وجدت في صدر الإسلام ، و أيام بني أمية و أيام بني العباس ، وورد ذكرها في الكتب المذكورة و في الاخبار المنقولة ؟ وقد يكون أن لفظة ( بيلون) آتية من ( بلاّن) وهي الحمام و الكلمة سريانية الأصل . قال صاحب الألفاظ السريانية صحيفة 195 ( أن الزمخشري ذكر في كتابه الفائق صحيفة 111 عن ابن عمر ، حديثاً جاء فيه قال الرسول: ستفتحون أرض العجم و ستجدون بيوتاً يقال لها ( البلاّنات) فمن دخلها و لم يستتر فليس منا ) . وذكر الزبيدي في كتابه تاج العروس ان البلانات واحدها ( بلاّن) وهو الحمّام من ( بلّ) بزيادة الألف و النون لأنه قبيل بمائه أو بعرق من دخله . و يقال دخلنا البلانات أي الحمامات . و البلان هو خادم الحمام أيضاً . ثم أن الكلمة قد تكون تحورت و تحولت فأضيف إلى جذرها وهو ( البل ) الياء و الألف و الواو والنون فصارت ( بيلون) على وزن ( جيحون) وهو النهر المعروف و ( بيلون) وهو اسم الجبل في قضاء إعزاز و كلها سريانية . و يثبت ذلك ما كتبه لي سيادة مطران الارثوذكس بحلب في رسالته المؤرخة ـا 15 أيلول عام 1958 إذ يقول : ( إن كلمة بيلون سريانية ، وقد تكون آتية من لفظة ( بالونو - Balano) بمعنى حمام استعارها السريان من أصل إغريقي ،و جمعها بالاني Balannos أو بالاناس - Balanas) وقد تكون من تصحيف آبوللون – Apolon ( آبولون – الآلة الاغريقي المعلوم) . وقد تأتي من كلمة ( بيت ابيلونا – Beth Abulune ) ومعناه بيت الناسك أو بيت الرهبان المتعبدين . و في العربية (الابيل) وهي دخيلة من الارامية أصلها ( أبيلو - Abilo) ثم أضيفت إليها الواو و النون فصارت (أبيلون) للتصغير . و على هذا التخريج الذي حوى الآراء المتعددة فإن لفظة ( بيلون) قد تكون آتية من اللفظة الآرامية ( ابيلوني) و حذفت منها الألف للخفيف فصارت بيلوني ، و قد تكون آتية من لفظة ( بالونو –Baluno) وهي الحمام أو من لفظة ( بلان) و هي الحمام أيضاً سميت بذلك لأنها من البل ، و قد تكون من لفظة ( بولوني - Bulune) أي الخواتيم المقدسة و ذلك مما يتفق مع اسم الطين المسمى خواتيم . و قد يكون عرف بهذا الاسم قبل هذا التاريخ و لكن لم أعثر على مرجع لغوي ذكره . و أنا مع رجال الاكليروس السرياني الارثوذكس بأن الكلمة أصلها سرياني صيغته و اشتقاقاً و العرب قد يكونوا عربوها من لفظة ( بلان) أو من لفظة (الابيل) أو من لفظة ( بل) . و بين العربية والسريانية و الآرامية قرابة كبرى و توافق في الجذور الثلاثية و الضمائر و أسماء الإشارة وأسماء الأشهر ، و أسماء أعضاء البدن ، و كثير من الأسماء الدالة على البيت و متعلقاته و أسماء الحيوانات الأهلية و أسماء الأنهر و الجبال و بعض الأفعال كما هو معلوم لدى علماء اللغات السامية .
|
و كتير مفيد للبشرة كمان بينضفا من الجلد الميت و الرواسب و برجعلا نعومتها و لمعانها
على المواضيع المطروحه
وعلى احترام ما قدمه الأسلاف
في سبيل المعرفه...مره أخرى
شكرا لكم ....
هل الصورة المرفقة مع المقالة هي للبيلون (السيليكات) أم أنها لمادة معطّرة تدعى الدريرة؟
شكراً لكم إن نشرتم أو لم تنشرو لأنها من سمات عكس السير عدم نشر أي تعليق لي
لكن هناك مغالطة كبيرة في الشق اللغوي الذي تم الاستناد اليه في الشرح عن مادة البيلون و تتمثل في هذة الجملة " ... بمعنى حمام استعارها السريان من أصل إغريقي,.." و هذا مناف لكل فكر و تاريخ حرص عليه السوريين قبل غيرهم. فمن المعلوم ان الحضارة العربية "العروبية" القديمة التي انطلقت من سوريا كانت تنضوي -لغويا- على شقين: اولهما اخترع اللغة و نشرها عبر البحر للعالم اجمع عبر الفينيقيين غربا.
و ثانيهما عزز استخدام هذه اللغة و اضاف عليها ما فرضته العوامل الجغرافية و الاجتماعية و طقوس العبادة و حملها عبر البر للعالم شرقا.
من المؤسف ان يتم تبني وجهة نظر المستشرقين الذين ما فتئوا يسحقون تراثنا عبر اللغة التي يحاولون تثبيت فكرة انها وليدة اقوام علمت العرب عبر احتلالهم او استعمارهم, او فكرة ان اللغات التي ما تزال محكية في سوريا هي لغات مشتتة و تمثل شعوب قليلة مختلفة و متناحرة, و كأنها ليست دليل على تعايش حقيقي و ليس مشوه كما يريد لنا الغرب!
شكرا مرة اخرى و انا من الاشخاص الذين يستعملون مادة البيلون بشكل دوري.
اتمنى الرد لو سمحتوا بسرعه
وشكراً
بالشام تسما ترابة حلبية
بالجزيرة تسما الخضيرة
اما البيلون اسم اسم جبل اسمه بيلون
بارك الله فيك
نتمنى ان تجدوا لنا في المراجع معنى و اصل كلمة (.طاسة) كوننا منستخدها لتذوب البيلون ....... يعني حتى واحد يكون على مستوى التغسيلة والا يعني بجوز يضل واحد جسموا عب يحكوا بعد البيلو ن
يرجى النشر
كنا انعم شعرنا بالبيلون هلئ بياخدو علبة البلسم وبيمسحوا ولو يعرفو مضارها
كنا نتعطر بالدريره هلئ بيتعطرو باي شي بخ وفس وريحه على موت هههه
كنا انظف بالصفيه الفرنجيه هلئ بيدلقو علبة الكلو وخلصت الشغله
جيل نايلون عن هيك ما شفت هههه بحترم هل جي الجديد بس بزعل عليه كتير لان ما تهنى بحياته متل ما احنا
كنا كوب على حمام السوق اندق ونرئص وناكل كانا ملكنا القلعه هلئ وين ماراحو وشو ماعملو مابيشعرو بالسعاده لان صار في اكماليات وهل اكماليات صارت من الضروريات لهم ومع هيك مو عاجبون شي
كنا انعم شعرنا بالبيلون هلئ بياخدو علبة البلسم وبيمسحوا ولو يعرفو مضارها
كنا نتعطر بالدريره هلئ بيتعطرو باي شي بخ وفس وريحه على موت هههه
كنا انظف بالصفيه الفرنجيه هلئ بيدلقو علبة الكلو وخلصت الشغله
جيل نايلون عن هيك ما شفت هههه بحترم هل جي الجديد بس بزعل عليه كتير لان ما تهنى بحياته متل ما احنا
كنا كوب على حمام السوق اندق ونرئص وناكل كانا ملكنا القلعه هلئ وين ماراحو وشو ماعملو مابيشعرو بالسعاده لان صار في اكماليات وهل اكماليات صارت من الضروريات لهم ومع هيك مو عاجبون شي
كنا انعم شعرنا بالبيلون هلئ بياخدو علبة البلسم وبيمسحوا شعرون ولو يعرفو مضارها
كنا نتعطر بالدريره هلئ بيتعطرو باي شي بخ وفس وريحه على موت هههه
كنا انظف اي شي بحاجه لتنظيف بالصفيه الفرنجيه هلئ بيدلقو علبة الكلو وخلصت الشغله
جيل نايلون عن هيك ما شفت هههه بحترم هل جيل الجديد بس بزعل عليه كتير لان ما تهنى بحياته متل ما احنا
كنا كروب على حمام السوق اندق ونرئص وناكل كانا ملكنا القلعه هلئ وين ماراحو وشو ماعملو مابيشعرو ابالسعاده لان صار في اكماليات وهل اكماليات صارت من الضروريات لهم ومع هيك مو عاجبون شي
24-1-2015 " برغر كينغ " ترفض تعويض الطفل السوري الذي ضربه أحد مدرائها في اسطنبول .. و الأخير يحاول إسكات والد الضحية بـ 100 ليرة ! رفضت الشركة التي تمتلك ترخيص سلسلة مطاعم "بيرغر كينغ" في تركيا تعويض الطفل السوري الذي تعرض للضرب على ... |
15-4-2013 بعد ظهوره في "أراب آيدول".. صفحة إخبارية "مخابراتية" تهدد عائلة الفنان عبد الكريم حمدان نشرت صفحة إخبارية مؤيدة للنظام السوري على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" منشوراً هدّدت فيه الفنان عبد الكريم ... |
7-6-2012 عرض أول جهاز أنتجته شركة أبل للبيع أعلنت دار "Sotheby" للمزادات عن نيتها طرح أول جهاز كمبيوتر أنتجته شركة أبل للبيع في مزاد يُقام في ... |
3-11-2011 حديقة العزيزية (مرعي باشا الملاّح) والحديقة العامة بحلب تمهيد: إنّ التقرير الذي قدّمه الى المجلس البلدي بحلب المهندس الاستشاري شارل غودار، عضو المجلس البلدي ومدير سكة حديد ... |
28-9-2011 زقاق الأربعين ووثيقة آل دلاّل و الشاعر جبرائيل دلال (1836 – 1892) من أوائل شهداء الحرية في محاولة لربط الزمان بالمكان وبالحدث الذي يفعّله الإنسان سنحاول ان ننقل خطواتنا في النصف الثاني من القرن ... |
13-8-2011 صناعة صابون الغار في حلب تلفظ أنفاسها الأخيرة في عام 1999 ظهرت المواصفة القياسية السورية لصابون الغار ، التي حددت نسبة زيت المطراف فيه بخمسين بالمئة ... |
10-8-2011 عيدو السواس و عيدو التنكجي مؤسسا فرقة نجمة سورية أول فرقة مسرحية بحلب نشر الاستاذ أحمد نهاد الفرا مقالة مطولة في مجلة العمران (التي كانت تصدر عن وزارة البلديات فترة الوحدة ... |
4-8-2011 أكلات بلاد الشام منذ خمسمائة عام منذ حوالي خمسمائة سنة كتب باحث من بلاد الشام ملقب بإين المبرد كتاب اسماه "كتاب الطباخة " ذكر ... |